الخميس، 24 سبتمبر 2009

مقدمة نقد التوراة والفصل الأول : إســــــــــم التوراة


مقدمة

مقدمة كتاب 
مآثر الحقيقة 
و
نقد التوراة من عصر السبى حتى القرن العشرين
 
من مخطوطات التوراة : ( الترجوم) بالخط البروتو كنعانى الذى يرجع للقرن الحادى عشر قبل الميلاد

لم يحظَ َ( يحظى ) كتابٌ بهذا الكم الهائل من النقد - العلمى العلمانى أحيانآ والعقيدى الفكرى الدينى فى أحيان أخرى - مثلما حظى كتاب التوراة .
وأغلب نقاده اليوم ينتمون لفئة مرددى أقوال الآخرين - دون إرهاقِ لأنفسهم بعناء البحث فى ، أو عن ، الكتاب نفسه - أو دراسة ما مر به من تاريخ حافل بالعديد من المتغيرات على ســــاحة الفكر مما إنعكس على فهم الناس للتوراة .
والســــــــــــــبب فى ذلك يرجع لقِدمِ ِعهدها ، ففى كل عصر كان هناك من يوجه نقدآ للتوراة سواء لمحتواها أو لكاتبها.
فهى تعود لعصر موســـــــى بن عمرام ( أو عمران كما يحلو للعرب تسميته وهذا فارق طبيعى بين ناطقى العربية والعبرانية فــكثيرآ ما تُقلَبُ الميم العبرانية إلى النون فى اللغة العربية ) ، هذا الرجل المُلــــــــــــهم الذى أطاع نداءَ ربه فسجلَ للتاريخ فكرآ بالوحى ، صار منبعآ فيما بعد لكافة الكتابات الموحى بها من الله اللاحقة عليه.
ومع أن هناك اليوم كثيرٌ من أدعياء العلم - بما لم يدرسـوه حق دراسته  -فإنك قد تقابل أحدهم وهو يتكلم بعجرفة عن التوراة ، ولكن إذا سألته ما معنى إســـم التوراة ؟ أو مم تتكون أجزائها ؟ أوماذا يصف كل جزء من أجزائها فقد تجد هذا المدَّعى لا يملك لــهذه الأسئلة جوابآ ، وإن أسعفته قريحته وحُسنَ تصرفه وحيلته وذكائه ، فقد يذكر لك معلومات غــــــير علمية وغير منصفة تدل على جهل مُطْـْبقٍ بها.
والواقع أن التوراة ككتاب تراثى تمت كتابته باللغة العبرانية ، قد مرت عمــــلية تدوينه بعدة صــور تبعآ لطبيعة تطور اللغة المكتوب بها هذا الكتاب ( راجع الصورة ص 3 ) ، ذلك لأن اللغة العبرية قد تطورت أشكال حروفها الهجائية على مدى الفترة التى تصل إلى ١٥٠٠ عام قــبل الميلاد،  تزيد أو تقل قليلآ عن هذا العدد   ، فمن الخط البروتو كنعانى الذى يعود لنهاية الألف الثـــــــالثة قبل الميلاد حتى مشارف بدايات  الألف الأولى قبل الميلاد.
 إلى خط سلوام الذى بدأ إستخدامه حوالى عام ٧١٠ ق. م.  
 إلى خط لاخيش الذى بدأ من عام ٥٨٨ ق. م.
 إلى الخط الآرامى عام ٤٠٠ ق . م.
إلى الحروف الكلدانية منذ بداية القرن الـــــــــــــثانى قبل الميلاد وظلت حتى عصرنا هذا بمزيد من التحسين والتجويد من عصر لآخر.
وقد إفتتن البعض فى بدايات النهضـــــــــة الأوربية أو الرينيسانس ببعض المعارف التى لم تكن قد إكتملت بعد فى علوم اللغات ، فحسبوا ما قـــــــــد كان موجودآ بين أيديهم من معلومات عن بدايات إستخدام اللغة العبرانية بخطها الكلدانى ، سببآ يـدعوهم للتشكيك فى بدايات كتابة التوراة ، فلم تكن لديهم معرفة بما سبقها من خطوط كَتَبَ بها الأقدمـــون كتبهم التى منها كانت التوراة ، التى نعرفها وندركها الآن نتيجة للأبحاث الأثرية ، فلم يكن متا
حآ لهؤلاء العلماء ما وصل إلينا الآن من دراسات مؤكدة.
فقد كانوا فى ذلك الوقت يظنون أن تلك الحروف العبرانية قد إستعارها اليهود من الكـــلدانيين أثناء فترة السبى البابلى ، ولم تكن قبلها لغة عبرانية مكتوبه ، فقاموا برواية تصورات وافتـــــراضات ، مبنية على تخيلات ، كانوا فى ذلك الوقت يحسبوها فروضآ علمية ، لكن ثبت بالدليل القاطع وجود تلك الكتابات العبرانية بالخطوط الأخرى -  وشكرآ للأبحاث الأثرية - فقد وجدنا من بيـــــــــن الآثار بعض الأجزاء من الكتب المقدسة بما فيها التوراة ، وعلى سبيل المثال ما كان منقولآ عنـــها باللغة الأمهرية مثلآ (راجع الصورة ) بالإضــافة إلى أدلة أخرى تثبت صدق الأحداث التـــــى روتها التوراة ، والأحداث التى واكبت عصر كتابتهـا ، وهنا أسكتت الآثار الصماء أصوات من ظنوا يومآ أنهم وصلوا إلى العلم اليقينى ، وما كان يقينهـــــم سوى مجرد ظنون وإفتراضات ، لم يتمكنوا من إقامة أدلة مادية عليها حتى قبل العثور على الآثار.
 ولكن كان قد تلقفها غير المتابعين للتقدم العلمى ، فاســــتندوا إلى تلك المصادر القديمة المُستَهلَكة والتى صارت قيمتها العلمية تساوى صفرآ ، ولكنَّ أهدافهـــــم الماكرة تجعلهم تواقين للتشدق بإسم العلم  ولو كان ذلك عن طريق ذِكر أسماء هؤلاء النقاد الذيـــــــن مرّ على نقدهم قرونٌ من الــزمان ، على سبيل التظاهر بالثقافة والمعرفة والعلم.
 فهؤلاء النقاد لو كان مُقدّرً لهم أن يعيشوا حتى الآن ما صرحوا بما قالوه أو كتبوه.
ولكن بعضآ من هؤلاء النقاد عاشوا من العمر حتى  تعرفوا على بعض الحقائق التــــــــــــى هدمت فروضهم كلها أو بعضها ، فنلاحظ بعض التعديلات فى نظرياتهم  قاموا بها أثناء حياتهم وتركـــــوا باقى التعديلات لمن يستطيع أن يمتلك يقينآ علميآ من بعدهم من العلماء .
 ويــــــــــجب علينا أن نعرف أن الذى قاد أغلب هؤلاء النقاد لنقدهم هو سعيهم لخدمة العلم  حسب المعطيات الــــــــتى كانت متوفرة فى زمنهم ، وقد خلفوا لنا إلى جانب نقدهم دراساتهم العلمية التى ساعدتنا فى مجال الـدراسات الكتابية ، بما تحتويه من فهم متعمق لتلك اللغة الكلاسيكية التى كتبت بها التوراة .
 والكاتب عندما يعرض لهذه الأفكار يذكرها كما هى بكافة البراهين التى ساقها أصحابها من العلماء القدامى ، وبـــــــــعدها يذكر مدى التغير فى هذه النظريات بعد التطور العلمى الأكاديمى فى الوسائل والأدوات والمُحتَوَى.
ولا يحاول الكاتب أن يــــــرد على هؤلاء من منطلق دينى ، ولكنه يتعامل مع العلماء بنفس منطقهم العلمى وبالحجج العلمية المقابلة.
أتمنى أن يجد القارىء فيه مزيدآ مــــــن  الإستنارة ولكن بدون قطف الحجج التى ثبت بطلانها بعدم  ذكرها كاملة ، فعليه إكمال قراءة ودراســـــة ما تم لهذه الحجج على بساط البحث الأكاديمى ، الأكثر حداثة ، توخيآ للصدق والأمانة مع النفس وأمـــــام الله والناس فيكون مستريح الضمير والوجدان ،  فالصدق العلمى هو شيمة العلماء ، لأجل الفضل الذى وصل إليه بالعلم.
                                                      
   

مخطوط باللغة الأمهرية من التوراة يرجع لحوالى عام 1500 ق.م
                                                                                       
وهذا الكتاب يُصنِّفَهُ كاتبه ككتاب فى تاريخ النقد ، ولا يتوغل الكاتب فى دراسة فكر كل ناقد على حِدة ، لأن هدفه هو مجرد التأريخ للنقد ، وإستعراض مظاهره ، حتى تتكون لدى القارىء فكرة وصورة عامة عن موضوعات النقد للتوراة ، وعلماؤها.
 الفصل الأول : إسم التوراة 
 إسم التوراة 

مــن بين الأسماء التى حظيت بإهتمام كبير من أصحاب الديانات الرئيسية فى الشرق الأوسط ، إسم التوراة .
ولقد تراوح الأهتمام بها من فريق إلى آخر ، فهناك من يذكر أو يتذكر الأسم فقط  دون البحـث فى المـضمون ، ربما تأثرآ بآراء النقاد ،  دون فحص جاد لهذه الأقوال المرسلة  ، فى الوقت الذى كانت فيه التوراة - ولا تزال - أساسآ راسخآ متينآ بنى الوحى عليه سائر الكتابات ، بواسطة الأنبياء من بعد كتابتها جيلآ بعد جيل فالمسيحيون واليهود تسلموها عن الآباء ، وكُتِب على أساس أقوال الوحى الواردة فـيها نبوات لرجال الله الأمناء مستشهدين بمحتوياتها من قديم الأزل وكشفت الأبحاث الأثريــــــة مصداقية ما ورد فيها من أنباء وتعاليم ،.فهى لذلك وبحق ألف باء أقوال الوحى للبشر .
لقد إفترض العلماء وجود لغة أولية لمجموعة اللغات السامية أطلقوا عليها إسم "اللغة السامية". 

ثم إنقسمت بدورها هذه اللغة إلى مجموعات : شمالية وجنوبية وشرقية وغربية ، تنتمى العـبرانية والعربية الحديثة والآرامية ( السريانية) والفينيقية والأوجارية إلى المجموعة الغربية من بين هذه المجموعات ، وقد تطورت تلك المجموعة عن اللغة العربية العبرانية القديمة ، المتطورة عـــــــــن الآكادية حوالى عام ٢٥٠٠ ق.م ، وتم إكتشاف مكتبة تحتوى على كتابات بالخط البروتو كنعــــنانى فى راس شمرا على الساحل الغربى لسوريا ، وراس شمرا هى مكان وموقع مدينة أوجاريـــــــت القديمة ، يرجع تاريخ تلك المخطوطات إلى حوالى القرن الرابع والعشرون قبل الميلاد أى بـعد إنتشار إستخدام مجموعة اللغات الغربية المتطورة عن الآكادية ، ولكن كانت تلك المكتبة تستـــخدم حروف الخط البروتو كنعانى لكتابة ثمانى لغات كان من بينها كل مجموعة اللغة السامية الغربـــــية ومن بينها العبرانية وهى المجموعة اللغوية التى تعبر عن القسم الغربى من اللغات الساميـــــــة ، فالكلمة الواحدة التى كانت توجد فى مفردات اللغة الآكادية وتحولت إلى العربية العبرانية القديمة ، إنتقلت بدورها لكل اللغات الناشئة عنها ، ولكن ببعض التحوير فى النطق والكتابة خصوصآ فـــــى الحروف المتحركة لتعطى بعض  مدلولات الكلمة فى اللغة الأم ولكن ليس كلها ، بالإضافة لمدلولات أخرى نشأت لنفس هذه الكلمة عند المتكلمين باللغة الأكثر حداثة .
وكانت تلك اللغات فى عصر نشأتها متقاربة لدرجة أنه كان يُعَبّر عــــنها بكلمة لسان بمعنى لهجة ، فلم تكن اللغة الكنعانية قد تبلورت تمامآ لتصير لغة مستقلة بذاتها فى وقــــــت نشأتها وكذلك كانت العبرانية والعربية ...ألخ.
فى زمن نشأة اللغة إذآ ، كـانت اللغات متقاربة وكان الإختلاف هو مجرد لهجات ، لاحظ الفارق بين النص الذى فى الزمن الأقدم فى ملوك الثانى ١٨  : ٢٦  يقول:
فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا وَشِبْنَةُ وَيُواخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمـــــُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ.
ولكنه عندما يتحدث عن زمن أكثر حداثة يقول فى سفر إشعياء ١٩  : ١٨
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي أَرْضِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ وَتَحْلِفُ لِرَبِّ الْجُنُودِ، يُقَالُ لإِحْـدَاهَا «مَدِينَةُ الشَّمْسِ».
هذه مقدمة ضرورية لكى نفهم حديثنا عن معنى كلمة التوراة فى وسط هذا الخِضَــــــم المختلط من اللغات ، أو الألسنة وقت كتابة موسى للتوراة
فلقد أثار اسم التوراة جدلآ لغويآ كبيرآ بين مختلف علماء اللغات السامية ال
ــــسريانية الأصل والتى إنحدرت من أصول آكادية ، فقد شاعت فيها عدة مدلولات متقاربة تشير لمدلـــــول أشمل وأعم كان فى اللغة الآكادية الأم ، ومن بين تلك اللغات السريانية والآرامية والكلدانية عن الــعبرانية والعربية القديمة ، وهذه الأصول هى على التوالى:


مجموعة المدلولات الأولى
مجموعة المدلولات الثانية
مجموعة المدلولات الثالثة
مجموعة المدلولات الرابعة
مجموعة المدلولات الخامسة
الكلمات الأصلية
ירה
תאר
תור
תרתו
הורהיראה
النطق
يَرَه
تار
تور
تِرتو
هوراه\يَراه
المعنى
تقيف توجيه قاعدة خلقية 
صيغة أو هيئة 
عادة أو طبع أو تورية
وسيط الوحى 
الرؤية بمعناها الشامل\يرمى السهام


بالإضافة للأصل العربى القديم "ورَّا "بمعنى الرؤية الشاملة.وإليك تفاصيل هذا الجدل:
---------------------------------------------------
أولآ :- مجموعة المدلولات الأولى وهى تشير بأن معنى كلمة التوراة هو
كلمة التوراة :تعنى المنهاج الثقافى لت
كوين السلوك والعادات بالصيغة أو السمة المجازية
--------------------------------------------
وقد توصل الباحثون لهذا المعنى من خلال بحثهم كما يلى:
فالتوراة فى لغتها الأصلية ككلمة فى العبرانية ،هى "هاتوراة" 
התןרה أما "هاה" فــــــــــهى أداة التعريف بمعنى "أل".
وهى كما يقول السيد "بنجامين دا يدسون" فى مرجعه العظيم تحليل اللغة العبـــــرية والكلدانية باللغة الإنجليزية ولم يتم ترجمته للعربية أن كلمة توراةתןרה  ترجع للأصل العبرانــــــى ،ירה يَرَه
وبذلك يعنى الأصل كل من المعانى التالية :
 ١ - التثقيف أو التوجيه أو القاعدة الخلقية.
 ٢- الصيغة أو السلوك ، حيث تمت ترجمتها للعربية بمعنى "عادة" فى شبه الجملة "كـــــــــــعادة الإنسان" كما فى أخبار الأيام الأول ١٧ : ١٧. 
وَقَلَّ هذَا فِي عَيْنَيْكَ يَا اَللهُ فَتَكَلَّمْتَ عَنْ بَيْتِ عَبْدِكَ إِلَى زَمَانٍ طَوِيل، وَنَظَرْتَ إِلَيَّ مِنَ الْعَلاَءِ كَــــــــعَادَةِ الإِنْسَانِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ.
لكنه لا يستبعد مع ذلك أن تكون الكلمة فى الأصل القديم الذى أخذت عنه اللغة العبرانية مفرداتها قد إحتوت على هذا الأصل الذى تحدث عنه بالإضافة لأصول أخرى دخلت إلى اللغة العبرانـية من نفس الكلمة الأصلية فى الكلمتين المصدريتين العبرانيتين التاليتين: الأصل "تار" 
תאר بمــــعنى الصيغة أو الهيئة أو العلامة أو السمة ، والأصل "تور" תור التى فيها معنى المواربة والـــموارة والتورية فالأصل يصف نوع الأحاديث الذى من الممكن أن يلجأ إليه تاجر على سبيل ترويج ســـــــــلعته ، أو أحاديث الجواسيس التى لا يفهمها سوى المقصودون بتلقى المعلومة ، فهى تحمل معـــــــانى اللف والدوران والتمويه والتورية .
-------------------------------------------------------
ثانيآ :- مجموعة المدلولات الثانية التى تشير لمعنى كلمة التوراة
كلمة التوراة تعنى : وسيلة الرؤية بمعنى المعرفة
--------------------------------------------------------------
 فالكلمة "توراه" هى اسم فى صيغة المفرد المؤنث حيث أنها تنتهى بالهاء الممـــــــــــيزة للجنس المؤنث "توراة"
תןרה.
لقد كانت الكلمات قى اللـــغات الكلاسيكية ،  تحوى مدلولات كثيرة لكلماتها أكثر من المدلولات التى صارت تدل عليها الكلـــمات فى اللغات الحديثة ، ذلك لأن الناس عبر العصور كانوا يعمدون لتطعيم مفرداتهم اللغوية ، بالحـــــــــديث  أو الجديد من الكلمات  ، مما جعل لغتهم الحديثة أكثر تحديدآ من اللغات القديمة ذات المعاجم اللغوية الأقل قدرآ فى عدد مفرداتها اللغوية ، بمعنى أن الكلمة الواحدة من الكلمات الكلاسيكية  من الــــــــــممكن أن تعنى عدة مرادفات للمعانى الواردة فى اللغات الحديثة .
 وأما شبه الجملة "كعادة الإنـــــــــــــسان" التى وردت فى النص السابق فى أخبار الأيام الأول هى الترجمة للتعبير العبرانى  "كِتور ها آدام" 
כתןר האדאמ.
 ، ومعنى ذلك أن المترجمين ترجموا كلمة  " تور"תןר . 
 بالكلمة العربية "عادة"  بمعنى" طبع " أو" سلوك الإنــــــسان " وهو من بين المعانى المتعددة للكلمة.
بيد أن هناك عالمآ قديرآ آخر وهو "ذا لات موراى* ٢ " وهـــو يرى أن أصل الكلمة إنما يرجع إلى اللغة الآكادية وهى لغة الآباء الأولين المعروفة عصورهم بإسم عصر الآباء البطاركة*٣وهـــــــم الآباء السابقين على عصر الشريعة الموسوية حتى عهد ما بعد تفرُق الأمم بعد عهد الطوفـــــــان ، وأن من هذه اللغة تم إشتقاق سائر اللغات وعلى رأسها اللغة العربية العبرانية القديمة أصل العربية والعبرانية والسريانية الأحدث ، وقد كانت هذه الكلمة فى الأصل الآكادى مشتقة من المـــــــــصدر:  "ترتو" תרתו ومعناها مهبِطَ الوحى أو وسيط الوحى  .
لكنه يعود أيضآ فيقترح أصلآ آخرآ ينتمى كذلك للغة الآكادية ومؤكدآ قوله بتثـــــــبيت إحتمال إنتقال إستخدام هذا الأصل فى بعض اللغات السامية الأخرى التى تنتمى لنفس الأصــــــل فهو وإن كان فى العبرانية"هوراه"הןרה بمعنى الرؤية (والمقصود هنا هو المعنى الشامل للرؤية) .
 وقد أشتقت منها الكلمة العبرية "يراه" יראה من هذا الأصل كما إننا نجد فى الكلــــــــــمة العربية القديمة " وَرَّا " بتشديد الراء ، وهى تعنى ولا تزال ، معنى الرؤية فى عمومها بما فى ذلـــك رؤية التثقيف والمطالعة ، فهى تعنى رؤية التثقيف او بمعنى مطالعة الشىء لإدراك كنهه وفهم محتواه ، فلا زال الفرد منا فى حديثه بالعامية يقول " ورينى " بمعنى أطلعنى وهو معنى لا يكون مخــصصآ
للرؤية البصرية ولكن يشمل التعريف والتفهيم وجعل الشىء مُدركآ معروفآ.
 فهى كلمة بمعنى الإطلاع لمحاولة معرفة الشىء ، وفى العبرانية وردت الكـــــــــلمة كذلك فى سفر
    الأمثال  ٤ : ٤ .
وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: "لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا" 
سفر أيوب ٢٤  :  ٦ 
عَلِّمُونِي فَأَنَا أَسْكُتُ، وَفَهِّمُونِي فِي أَيِّ شَيْءٍ ضَلَلْتُ
وأيضآ  ٨ : ١٠   
 فَهَلاَّ يُعْلِمُونَكَ؟ يَقُولُونَ لَكَ، وَمِنْ قُلُوبِهِمْ يُخْرِجُونَ أَقْوَالاً قَائِلِينَ.
فى كل الأجزاء السابقة تمت ترجمة الكلمة " يرينـــــى" فى المثال الأول ، و"علـــمونى" فى سفر أيوب ، و"يعــــــــلمونك " فى المثال الأخير للكلمة التى تنتمى للأصل العبرانى "هوراه"
הןרה كما أسلفنا  إلى آخر ما ذكره هذا العالم المقتدر ، بمعنى الرؤية الذى تحدثنا عنه.
لكن الكلمة יראה يراه بمعنى الرؤية الشاملة وردت كذلك فى صيغة إسم الفاعل :
"موريه מןריה" بمعنى "معلم" ، وهو الشخص الذى يقوم بمهمة تعليم الغير وذلك مثلآ فى  سفر الأمثال ٥ : ١٣ 
وَلَمْ أَسْمَعْ لِصَوْتِ مُرْشِدِيَّ، وَلَمْ أَمِلْ أُذُنِي إِلَى مُعَلِّمِيَّ
--------------------------------------------------------
ثالثآ :-  مجموعة المدلولات الثالثة التى تشير لمعنى كلمة التوراة أنها
كلمة التوراة تعنى : وسيط الوحى للشريعة
----------------------------------------------------

ولكن يبرز أمامنا سؤال هام هو ، لماذا فضل المترجمــــــون ترجمة كلمة التوراة العبرانية بالكلمة اليونانية الناموس أى
 نوموس؟ νομος
 وهى تذكرنا ببعض الأسماء الشائعة للتوراة مثل " أسفار الــــــــشريعة "أو" الناموس الموسوى "....ألخ     . والكلمة فى أصلها اليونانى تعنى " الشريعة " أو "الــــــــقانون "  أو" النظام " أو "النسق ".  
*٤إن "فاوست" وهو أحد العلماء يقترح ردآ على هذا الســــــؤال فلنتتبع ما رآه بخصوص المعنى الشامل الذى يقترحه لإسم التوراة  
 أنه يقترح الإسم "المُــــوَجِّه " أى الذى يقوم بعملية التوجيه والنصح والإرشاد ،وهو يرى أن هذا الإسم ، من وجهة نظره ، يشــــــــــمل كل معانى التثقيف والتعليم والإرشاد من منطلق كون التوراة وسيطآ للوحى.
ولكن يختلف بعض العلماء مع فاوست فلماذا ؟
والجواب هو لأن التوراة تحتوى على قانون  أدبى أخلاقى مُعلَنٌ بواسطة الوحى بين حوادث تاريخية تحمل فى طياتها تطبيقآ حيآ اهذا الدستور وهو معلن فى صورة مباشرة فى صيغة وصايا ، أوفى صورة غير مباشرة فى صيغة التطبيق الحى لناموس الله ، بواسطة رجال الله المذكورين داخل السرد القصصى للأحداث التى حدثت لشعب الله.
إذآ الذى يدفع لتسمية التوراة بالناموس هو المحتوى الوارد فيها وليس صيغتها التركيبية الشكلية كما ذهب فاوست.
--------------------------------------------------- رابعآ :- المجموعة الرابعة من المدلولات التى تشير لمعنى كلمة التوراة
 كلمة التوراة تعنى: السهام التى تم تسديدها لكى تصل إلى غايتها وتكشف الغوامض
-----------------------------
-----------------------
 ومن بين المدلولات لكلمة التوراة بإفتراض رجوعها للأصل " يراه"יראה  ، وليس : "يرَهירה بمعنى التثقيف أو التوجيه أو القاعدة الخلقية أو السلوكية أو العادة كما سبق وذكرنا ، أن
الأصل " يراه"יראה  معناه هو:
 ١- يرمى أو يُلقى.
٢- يُطوِحُ أو يُسدِدُ السهام مثلآ ..ألخ " فيكون إذا طبقنا المدلول الـــــــــثانى عليها ، تصبح معناها  رامية السهام.
  والواقع أن الكتاب كله يحب نسب هذه الصفة له ،فقد وردت مثلآ فى ســــــــفر نبوة النبى حبقوق
 ٣  : ٩   
 عُرِّيَتْ قَوْسُكَ تَعْرِيَةً. سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ. سِلاَهْ. شَقَّقْتَ الأَرْضَ أَنْهَارًا
وبذلك يكون هناك معنى فلسفيآ من وراء هذه التسمية.
    ففى أحد أبحاثى عن " الســــــــحر والــــعرافة بين المجتمعات القديمة " لاحظت ما توصل اليه
العالم " ك. أ. كتشن
*٥" .
ويقول إن السحر والعرافة كانا مع سائر ألوان العجائب التى تصـــــــــــــنعها أفكار الإنسان البدائى كوسيلة من وسائل فرض وإظهار السطوة والسيطرة والسلطان فيعمل فــــــيها صفوة من الرجال ، إشتهروا فيما بعد ، عندما طوروا ثقافتهم ليتحولوا كرجال دين "أى" كهنة للآلهة.
  كان العراف يوظف لديه تابعآ يحمل جعبة سهام فوق ظهره ، فأذا وصل حيث يوجد الناس ( الذين يريدون معرفة طوالعهم )  يقوم بإبعاد تابعه مسافة تضمن إمكانية رؤية الناس لهـــذا التابع ، وفى نفس الوقت يكونون بعيدين عن مرمى السهام.
 ثم يعصب عينى هذا التابع بقطعة من القماش ، ويـبتعد ، ويناديه بالأمر أن يطلق السهام عشوائيآ  الى أى اتجاه ، ثم يأتى دوره كعراف أثناء محاولة الإســـــــــتدلال من لون السهم وشكله واتجاهه ومسافته ، للتعلل بالعثور على بعض الدلائل التى  ينسب حدوثـــــــها للمستقبل ، وفى كل مكان فى العالم ورث البشر هذا التكنيك عن القدماء ، فيما يطلق عليه إسم "قراءة الفنـــــــجان" وغيره من الوسائل ، مثل قراءة كبد أحد الطيور المذبوحة خصيصآ لغرض العرافة من خلال الــــتكهن بمعانى الثقوب الموجودة فيه كما فى سفر حزقيال ٢١ : ٢١ والمقصود هو نفس الإيحاءات الــــــــتى كان يتوسمها العراف فى قراءة السهام.
لأَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَقَفَ عَلَى أُمِّ الطَّرِيـــــــقِ، عَلَى رَأْسِ الطَّرِيقَيْنِ لِيَعْرِفَ عِرَافَةً. صَقَلَ السِّهَامَ، سَأَلَ بِالتَّرَافِيمِ، نَظَرَ إِلَى الْكَبِدِ. 
فيكون تسديد السهام نوعآ من أنواع الكــــشف العجيب عن المجهول الغامض لا يأتيه سوى رجال

معدودون من أبناء القبيلة ، وهم الذين صـــــــاروا يقومون بمهمة التعليم والإرشاد لأبناء القبيلة ، بهدف إتباع أفضل السبل لإتقاء شرور الغيب ، من خلال إدراكهم الذى يفترضون جدارتهم بمعرفته لإحتمالات المستقبل المستور ومن يراجع الكتاب فى سفر الملوك الثانى ١٤-١٩
 يجد تأريخآ لهذا التقليد القديم الذى كان يصدقه الأمم وشعوبهم من قبل الناموس الموسوى ، وأن لجوء الشعب إلى هذا التقليد نعتبره إرتدادآ وعودة للخلف.
وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِــــكُ إِسْرَائِيلَ، وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: «يَا
أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا. فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: «خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا». فَأَخَذَ لِنَفْــسِهِ قَوْسًا وَسِهَامًا  ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ». فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ الْمَلِكِ وَقَالَ: «افْتَحِ الْكَوَّةَ لِجِهَةِ الشَّرْقِ». فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ: «ارْمِ». فَرَمَى. فَقَالَ: «سَهْمُ خَلاَصٍ
لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى الْفَنَاءِ ثُمَّ قَالَ: «خُذِ السِّهَامَ». فَأَخَذَهَا.
ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ». فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجـــــُلُ اللهِ
وَقَالَ: «لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنّـــــَمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
  وفى هذا النص يبدو مدى تأصل فكرة السهام هذه كوسيلة لكشف الغيب فى وجدان الـشعب القديم . والواقع أن بين الدين والسحر علاقة متوازية لا يحدث فيها التقاء  ، وإنما يحدث التــــــماثل على سبيل المنافسة ، فقد كان كلآ منهما يسعى للحصول على ولاء الإنسان ، "الله" أرســــل فكره كدين لهداية البشر ، الذين باختبار هدايتهم بواسطته ، يدينون له بالولاء ، ولا سيما وأن الله أيد الأنبياء بمعجزاته ، ولكن على الجانب المقابل ، هناك "الشيطان" الذى يسعى بغوايته أن يحـــــــصل على إنضمام الإنسان إلى معسكره ، عن طريق نشر الخدع والأباطيل فى عبادة الأوثان  ، المؤيدة  بخدع السحرة .

------------------------------------------------------
خامسآ:- المجموعة الخامسة من المدلولات التى تشير لمعنى كلمة التوراة
كلمة التوراة تعنى : كتاب يحتوى على مجاز وتورية يكشف الأنبياء محتواه

-----------------------------------------------------
ونعود إلى معنى كلمة التوراة إذآ هى" سهام تم إطلاقها وتحديد أهدافها فكشفت المســـتقبل لشعب الله " ، فالمفهوم الذى نستفيد منه ، وهو ما يؤيده من ينسبون كلمة  التوراة للأصل "تور" תור، وتحمل مدلولات هذا الأصل معنى التورية والمجاز مما يعنى أن التوراة تحــــــــــتوى على ألغاز لا يستطيع فهمها إلا فئة قليلة من البشر ، وهذا هو المبرر الذى دعا الأنبياء يتعاقبـــــون فى أمة بنى إسرائيل.
 ولو لاحـــظنا كيف كان كل نبى  يأتى بعد نبى آخر يكون كشف الأكثر حداثة منهم أوضح من سلفه القديم.
 وظــل الأنبياء يتعاقبون  حتى جاء رب المجد الذى كانت له كذلك رؤيته الخاتمة لمحتوى الناموس الموســـوى الموجود فى التوراة ، ولعلنا نلاحظ فى لغة خطابه فى الموعظة على الجبل ما يفيد هذا المعنى ، فقد تكرر قوله المأثور  سمعتم أنه قيل لكم .... وأما أنا فأقول لكم ، وقوله ما جئت لأنقض بل لأكمل.
لقد شكَّل الأنبـــــــياء من صموئيل ، الذى كان نذيرآ ، وليس من الكهنة ، كيف كان للنبى من عهده فصاعدآ إرتباط بعـــــــمل الكـهنوت ، وارتباط بعمل القضاء وهداية الشعب ، وكيف كان هذا التدخل والتداخل فى حد ذاته نـــــــــبوة لتوضيح صورة جزء من مهمة الرب يسوع الذى لم يأتى من سبط الكهنوت اللاوى ، وظل الأنبياء يمارسون دورهم التفسيرى للتوراة كتطبيق عملى يناسب عصر كل واحد منهم  وعلى سبـــــيل المثال تجد فى نبوة ملاخى آخر الأنبياء فى العهد القديم بحسب الترتيب الذى قامت به الكنيسة يقـول فى الأصحاح الرابع آخر أصحاحاته وآخر كلماته من العدد الثانى حتى نهاية الأصحاح تلك الكلمات.
«وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشـــــَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ .وَتَدُوسُونَ الأَشْرَارَ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ رَمَادًا تَحْتَ بُطُونِ أَقْدَامِكُمْ يَوْمَ أَفْعَلُ هذَا، قَالَ رَبُّ الْـجُنُودِ «اُذْكُرُوا شَرِيعَةَ مُوسَى عَبْدِي الَّتِي أَمَرْتُهُ بِهَا فِي حُورِيبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. الْفَرَائِضَ وَالأَحْكـــــــَامَ. «هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِفَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَــــــــاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».
  حتى يوحنا المعمدان ظلت لهذه المدرسة خصائصها المتميزة ، ولا ننسى أن هذه المدرســـــة كان يرعاها الأنبياء الكبار وكل كبير منهم كان يهتم بتعليم وتدريب وتخريج أجيال جديدة من الأنـبـــــياء وهذا نلاحظه مثلآ فى ملوك الثانى الأصحاح الثانى والعدد الرابع عشر حتى العدد الثامن عشر حيث يقول:
 
فَأَخَذَ رِدَاءَ إِيلِيَّا الَّذِي سَقَطَ عَنْهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ وَقَالَ: «أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِيلِيَّا؟» ثُمَّ ضَرَبَ الْمَاءَ أَيْضًا فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَ أَلِيشَعُ وَلَمَّا رَآهُ بَنُو الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ فِي أَرِيحَا قُبَالَتَهُ قَالُوا: «قَدِ اسْــتَقَرَّتْ رُوحُ إِيلِيَّا عَلَى أَلِيشَعَ». فَجَاءُوا لِلِقَائِهِ وَسَجَدُوا لَهُ إِلَى الأَرْضِ وَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا مَعَ عَبِيــــــــــــدِكَ خَمْسُونَ رَجُلاً ذَوُو بَأْسٍ، فَدَعْهُمْ يَذْهَبُونَ وَيُفَتِّشُونَ عَلَى سَيِّدِكَ، لِئَلاَّ يَكُونَ قَدْ حَمَلَهُ رُوحُ الــــــــرَّبِّ وَطَرَحَهُ عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ، أَوْ فِي أَحَدِ الأَوْدِيَةِ». فَقَالَ: "لاَ تُرْسِلُوا"فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى خَجِلَ وَقـــــَالَ: «أَرْسِلُوا». فَأَرْسَلُوا خَمْسِينَ رَجُلاً، فَفَتَّشُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَمْ يَجِدُوهُ. وَلَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِ وَهُوَ مَاكِثٌ فِــــي أَرِيحَا قَالَ لَهُمْ: «أَمَا قُلْتُ لَكُمْ لاَ تَذْهَبُوا؟.
وبينما كان هؤلاء الأنبياء مختارين من الله لتوضيح الناموس الموسوى عمليآ ، كان لقادة الشــعب رأيآ آخر ، فبدأ بعضهم من بعد السبى بعمل تقليد لتفسير الناموس الموسوى الموجود فى التوراة ، بما تعنيه معنى الكلمة من تورية
 التى جاءت من الأصل "تور" תור ، فأنشأوا التلمود وغــــيره وهم يظنون أن الفكر البشرى قادر على التفسير دون الوحى الذى يفسر ويكشف التورية والمجـــاز فى صورة أبسط تناسب كل عصر من خلال الأنبياء ، فعجزوا عن فهم التوراة وشريعة الله ولذلــــك وبخهم الرب يسوع فى الإنجيل بحسب البشير متى الأصحاح الثالث والعشرون من عدد ١٦ حتـــى عدد ٢٥ وما قبله وما بعده ، ولكن هذا الجزء كمثال .
وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ وَمَنْ حَلَــــفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَـــمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! وَمَنْ حَلـــــــــــَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ وَيْــــلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَـــــــــــلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيــــَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيســـــــــِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً.
إن فهم التوراة بمعنى 
"تور" תור الذى فيه التورية قاصر على الأنبياء ، لذلك كان من الـضرورى أن يحل الروح القدس يوم الخمسين ، حتى يؤهل رجال الكنيسة من خلال روح النبوة لفـــــــهم هذا المعنى الذى فى التوراة. 
وبهذا المعنى كان لبولس الرسول تعليقاته على الناموس الموسوى سواء فى الرســــــــــــــالة إلى العبرانيين أو غيرها ،  وسيظل الروح القدس هو الوحى الذى يوضح لأنبياء الكنيسة ما هو موجود فى التوراة من الأصل "تور" תור فهو الذى يهب الإستنارة فى حضرة الله لفهم التوراة بـــروح الله
إذآ كما عرفنا من خلال الخمسة مجموعات من المدلولات أن المعنى فى اللغة الأم كان أشمـل وأعم بحيث يجمع كل هذه المدلولات معآ لتعنى كلمة التوراة معناها المتكامل  وهو:
----------------------------------------
كلمة التوراة معناها فى اللغة :
 المنهاج الثقافى لتكوين
 السلوك والعادات بالصيغة أو السمة المجازية
 وسيلة الرؤية بمعنى المعرفة
 وسيط الوحى للشريعة
 
السهام التى تم تسديدها لكى تصل إلى غايتها وتكشف الغوامض
 كتاب يحتوى على مجاز وتورية يكشف الأنبياء محتواه

---------------------------------------------------
والملخص المختصر لما سبق هو التوراة معناها "الرؤيــة" بمعناها الشامل و"التـــورية" بمعناها المقدس الخاص.
 لكن فى محاولة منا لتتبع تاريخ التسميات المختلفة التى أطلفت على هذا الجزء من كــــتابنا ، نجد
 أن التوراة فى  الترجمة السبعينية*٦كان عنوانها هو البنتاتوخ *٧          
وقد يظن البعض أن هذه التسمية هى المقابل اليونانى لإسم التوراة من وجهة نظر المــــــــــــترجم
للسبعينية ولكنها ليست كذلك فهى تتكون من مقطعين:
نتا πεντα
 و "توخوس 
τοχος
 ، أما المقطع الأول فهو يونانى أصيل ، ومعناه " خمسة ". لكن المقطع الثـــــــــانى لا ينتمى للغة اليونانية الصرفة ، وإنما هو من اليونانية الدارجة التى تشكلت بين الناطقين باللغـــــــــــة اليونانية من الإسكندريين ، فهو ينتمى الى اللغة التى نشـأت بين جنبات مدرسة الأسكندرية ، دون غــيرها من المدارس اليونانية التى نشأت فى العصر الهيلينيستى ، ومعنى هذا المقطع "توخــوس "أى " السفر" أو " الكتاب" أو" الجزء الواحد من كتاب يتألف من عدة "أجزاء ".
وبذلك تكون معنى التسمية التى أقترحوها هو" الأسفار" أو" الكتب" أو المجلدات الخــــــــمس"  ولفد إعتاد الآباء مثل " ترتليانوس" و" أوريجانوس " وغيرهم بإطلاق هذه التــــــــــسمية على هذا الجزء من كتابنا المقدس.
 أما عن تاريخ التسميات التى أُطلقت على أجزاء التوراة فقد اختلف الباحثون فى تحديد نقطة بداية
هذا التقسيم ، ومن هو الذى شرع فى هذا التقسيم ، ومصدر هذه الأسماء التى أطــلقت على أجزاء التوراة المختلفة ، وعدد هذه الأجزاء ، كما سنرى الآن.
 فلقد إعتاد اليهود على إطلاق الكلمة الأولى أو الجملة الأولى الواردة فى مطلع الســــــــفر كتسمية مميزة له.
 لكن أسماء الأسفار الحالية تعود - فى رأى بعض العلماء - لذلك التقليد الذى اتبعه المتــــــــرجمون للسبعينية.
والحقيقة هى أنه يعود إلى زمن أكثر قِدَمآ وهو ما كان معروفآ بإسم "النــــــــص الســــــــــــــــامرى"
 لذلك لم يكن المترجمون مُبتدِعين ، وإنما كانوا مُتَّبِعين .
 ويرى البعض فى التوراة بأقسامها الخمس ، تقابل فكرة المزامير التى كانت من ذى قبل خمـــــسة كتب ضمت الى كتاب واحد . كذلك الخمسة كتب المسماة بالمجلوث מיגלןת، وهى ( نشيد الأناشيد- راعوث- مراثى أرميا - حامعة - أستير ) .
 وبدون  شك كانت لخماسية الأقسام من كتاب المزامير ككتاب للترانيم ، وكتب المجلوث الخــــمس ككتب تأملات ، أثره فى الفكر اليهودى لتقسيم كتاب الناموس إلى خمسة أجزاء .
إلا أن سنايث فى كتابه ألحان الهيكل وهو باللغة الإنجليزية يقول إنَّ فكرة التقسيــــم تعود إلى بداية *٨ فترة توظيف أسفار الشريعة فى قراءات الربانيين الكتبة ، عند تنسيقهم لطقوس الـــــــــعبادة
لكن الحقيقة الواقعية هى أن الربانيون فى تنظيمهم لطقوس العبادة قسموا التوراة تقسيمآ آخـــــر ، يدعونا لإستبعاد وجهة نظر" سنايث" فقد قسموها إلى "بارشــــيوت בארשית" ويحوى٣٦٥   قسم الذى يحتوى بدوره على "سيدريم שידרימ" وهى فقرات عددها ٢٤٨  فقره .
 كما أن الأسفار الخمسة بموجب هذا التقسيم كانت تتم قراءتها أسبوعيآ فى المـــــجامع ، فى دورة تنتهى كل ثلاث سنوات ، بالرغم من أنهم كانوا يقرأونها فى فترة السبى مرة كامــلة كل سنة ، وقـد عادوا إلى نفس التقليد حتى الآن كما كان يفعل أسلافهم أثناء فترة السبى.
وفى مزيد من التقصى لآراء النقاد حول أسماء التوراة، فهذا الحديث سنفصله ، بمشيئة
إلـهنا عـند الحديث عن نقد كتابة التوراة ، لكننا سوف نقتصر هنا على القول بأن هناك  رأى، بين جمــــــــهرة العلماء ، بأن كتاب التوراة كان فى الأصل عدة مستندا ت تجمعت فى كتاب واحد.
 وهؤلاء هم أصحاب مدارس " النقد الأعلى"  مثل " مدرسة وثائق التوراة " ومدرســـــة " النقد الشكلى" للتوراة وغيرهم.
كما أن هناك من بين العلمــــاء من يقول بأن أصل الكتب الخمسة كان كتابآ واحدآ ، لكنه إنقسم بعد 
ذلك إلى خمسة أسفار أى بنتاتوخ وهى تكوين خروج لاويين عدد تثنية.
  ومنهم من قال مثل إنايل*٩ بل إنقسمت إلى أربع كتب أى تتراتوخ *١٠ هى تكوين خروج لاويــين عدد ، ولكن قام بعد ذلك أحد الكتبة الأكثر حداثة فى الزمن من يشوع تلميذ موسى بالتعقيب عليهــا من خلال كتابة سفر خامس هو سفر التثنية.
 بل إن البعض قال بأن الكتاب الواحد كان يضم فى محتوياته ما جاء فى هذه الكتب بالإضافة إلى ما ورد فى سفر يشوع*١١ 
وبذلك يضيفون إلى هذه الوحدة الأصلية كتب يشوع وقضاة ألخ
والذين يتجهون للظن بأن أصل الخمسة أسفار هى كتاب واحد ثم إنقسم فيما بعد منهم مـــــــــــثلآ:  "ألكسندر جاديس
*"١٢ 
         
   توراة من مخطوطات وادى قمران  -
ولكن هناك وجهة نظر متحفظة أكثر ترى أن أصل هذه الأسفار الخمسة هى أنها كانت كتابآ واحـــدآ
تم تقسيمه على سبيل التبسيط  للإستيعاب والدراسة ، وأصحاب هذا الإتجاه يستندون عــــــــــــــلى التسميات المختلفة للتوراة كما وردت على لسان الكتبة الملهمين للوحى أثناء سردهم لكـــــتاباتهم الموحى بها من الله فلقد وردت فى سفر التثنية ٢٨ : ٦١
أَيْضًا كُلُّ مَرَضٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ لَمْ تُكْتَبْ فِي سِفْرِ النَّامُوسِ هذَا، يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ عَلَيْكَ حَتَّى تَهْلَكَ 
وكلك فى تثنية ٢٩ : ٢١ 

وَيُفْرِزُهُ الرَّبُّ لِلشَّرِّ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ جَمِيعِ لَعَنَاتِ الْعَهْدِ الْمَكْتُوبَةِ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هذَا
وأيضآ فى تثنية ٣٠ : ١٠
إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الْمَكْتُوبَةَ فِي سِفْرِ الشَّرِيعَةِ هذَا. إِذَا رَجَعْتَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ
 ثم فى تثنية ٣١ : ٢٦
"خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ"
وفى كل هذه النصوص وردت التوراة ككل بإسم سفر الشريعة - كتاب الشريعة - كتاب التـوراة هذا
وأيضآ فى يشوع ٢٣ : ٦
فَتَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ الْمَكْتُوبِ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى حَتَّى لاَ تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِيــــنًا أَوْ شِمَالاً.

وأيضآ نحميا ٨ : ١
اجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ كَرَجُل وَاحِدٍ إِلَى السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الماء وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِــــفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ.
وكذلك فى عزرا ٧ : ٦ 
عَزْرَا هذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ، وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِــــــــــــيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلهِهِ عَلَيْهِ، كُلَّ سُؤْلهِ
وردت بإسم كتاب شريعة موسى ، وفى مواضع أخرى تسمت بإسم "موسى" نسبة للــكاتب (راجع مثل الغنى ولعازر) لوقا ١٦ : ٢٩ - ٣١
 
قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُم  فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضــــــَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قــــــام  وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ
..
كل هذه المواضع من الكتاب المقدس تشير إلى عقيدة بنى إسرائيل بأن التوراة هى كـــتاب واحد ثم إنقسم بعد ذلك ، ولكن النقاد ينقسمون كذلك إلى نوعين من المدارس الفكرية بهذا الخـــــــــصوص
أول نوع هو الذى يرى أن هذا الكتاب قد انقسم لستة أقسام " هكساتوخ "هى ( "تكوين – خـروج - لاويين- عدد - تثنية - يشوع ) ومن بين هؤلاء" ألكسندر جاديس عام ١٨٧٦ م و" ﭭيلهاوزن" ١٨٠٠ م حتى أطلقوا على التوراة إسم الكتب الست "هكساتوخ".
وثانى نوع هو الذى يرى بأن هذا الكتب التى إنقسمت من الكتاب المتجمع هى أربـــــعة كتب لا غير هى تكوين خروج لاويين عدد تثنية أى تتراتوخ ومن هؤلاء الذين ينتمون لهذه المدرسة هو إينايل.
 الخلاصة
 إنَّ التوراة هى " الكتابُ الذى يضم مجمل ما نعرفه نحن عن المجتمع القديم ، ناموســــه، وتاريخ المواقف المقدسة التى تعرض لها شعب الله، فى أول مراحل تكوينه، وهو يحوى إلى جـــــــــــــانب الناموس الدينى ، دستور أدبى أخلاقى ولآئحة مدنية مبسطة، تعكس لنا الصورة الحية لتاريــخ هذا الدستور وتطبيقاته على ممرهذه الفترة من التاريخ ، كما يعتبر هذا الكتاب بحق ، القاعدة الأساسية الأولى لسائر الكتب المقدسة التالية له حتى ختام سفر الرؤيا . ففيه نقطة البداية لنمو فهم شعب الله ومفهومه عن الله.
 كما يحتوى على النور الذى ظل شعاعه عبر الأزمنة حتى نهايتها ، ليهدى شـــــــــعب الله، ويمهد أفكارهم لقبول نبوات اللاحقين واستقبال الحوادث التالية ضمن سلسلة معاملات الـــــــــله مع شعبه.
 فهذا الكتاب هو سفر الشريعة أو الدستور الإلهى ، الذى سن بمقتضاه الله شريعته فى كـــــل عصر من العصور.
فهو مُوَّجَه بــواسطة الله ، ليوّجِه به بنى البشر ليقودهم ، ويهذبهم ، ويعلمهم ، ويهديهم إلى سبيل الحياة وإلى "شيلون" (وهو اسم من أسماء"المسـيح") فى تكوين٤٩ عدد ١٠ . 
لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضــــــــُوعُ شُعُوبٍ
 والى "نسل المرأة" ( اسم آخر من أسماء المسيح)  فى تكوين أصحاح٣ عدد ١٥ . 
وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ
وإلى كنعان ، كنعان الموعودة رمز كنعان السماوية التى أعدها الله لشعبه"
..
د.ق.جوزيف المنشاوى
 ---------------
المراجع
١  Davidson " The Analytical Hebrew &Chaldee Lexicon ٢  The Late J . Murray
*
٣  Patriarchal – ageFausset ٤ * *٥ K.A.Kitchen٦  L.X.X " Septuagent
*٧ Pentateuch٨  N.H.Snaith," Hymns of the temple
    *٩  Enynell, Gamla Testmentet v, 1800, Vol I  
*
١٠ " Tetrateuch
   *١١   J.Wellhausen., Die Composition des Hexateuch,1800.  ,     
*١٢ Alexander Gaddes 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق